الظواهر الفنية في الادب العربي في (عصر الضعف والانحطاط)

 

الظواهر الفنية في عصر الضعف والانحطاط

المقدمة:

شهد الأدب العربي في عصر الضعف والانحطاط تراجعًا في كثير من جوانبه، بما في ذلك الجانب الفني، حيث ظهرت بعض الظواهر الفنية التي لم تكن موجودة في العصور السابقة، مثل:

  • الاقتباس والتضمين
  • الالتفات
  • التورية
  • الازدواج
  • الالتقاء والتجاذب
الاقتباس والتضمين

هما من المحسنات البديعية اللفظية على وجه الخصوص، ويعتبران من الظواهر الفنية البلاغية.

  • الاقتباس: أن يأخذ الشاعر من القرآن والسنة.
  • التضامين: أن يأخذ الشاعر من شعر غيره دون الإشارة لصاحبه.
الالتفات

هو أن ينتقل الشاعر من ضمير الغائب إلى ضمير المتكلم أو المخاطب، أو العكس.

التورية

هي أن يقصد الشاعر معنىً ظاهرًا ومعنىً خفيًا غير ظاهر، ويُفهم منه المعنى الظاهر.

الازدواج

هو أن يجتمع في البيت الواحد كلمتان متشابهتان في اللفظ مختلفتان في المعنى.

الالتقاء والتجاذب

هما نوعان من الجناس، حيث يجتمع في البيت الواحد كلمتان متشابهتان في اللفظ مختلفتان في الوزن.

خصائص الظواهر الفنية في عصر الضعف والانحطاط

تتميز الظواهر الفنية في عصر الضعف والانحطاط ببعض الخصائص، منها:

  • كثرة استخدامها: حيث أصبحت هذه الظواهر شائعة في الشعر والنثر في هذا العصر.
  • تنوع استخدامها: فقد استخدمها الشعراء والناثرون في مختلف الأغراض والأوزان.
  • التكلف في استخدامها: حيث غلب على استخدام هذه الظواهر التكلف والصنعة، مما أفقدها كثيرًا من جمالها.

أمثلة على الظواهر الفنية في عصر الضعف والانحطاط

  • الاقتباس والتضمين:

    • يقول الشاعر ابن نباتة المصري:

      أَمِنْ فِطْرَةٍ أَمْ مِنْ تَعَلُّمٍ صَارَتْ تَفِيضُ عَيْنَاكَ بِالدُّمُوعِ؟

    • الاقتباس: من القرآن الكريم: "فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ" (الروم: 30).

  • الالتفات:

    • يقول الشاعر ابن نباتة المصري:

      أَنَا الَّذِي قِيلَ لَهُ: "يَا أَبَا الْحَسَنِ، أَلَا تَرَى مَا يَعْمَلُ النَّاسُ؟"

    • الالتفات: من الغائب إلى المتكلم.

  • التورية:

    • يقول الشاعر ابن نباتة المصري:

      فَإِنْ تَكُنْ أَنْتَ الْمُرْتَقِبُ لِلْفَرَجِ فَلَا تَرْجُو إِلَّا مِنْ قَدْرِ اللَّهِ الْعَظِيمِ

    • التورية: في كلمة "الفرَجِ" حيث تعني الفرَج من الهموم، وتعني أيضًا الفرَج من الشِّهْوَة.

  • الازدواج:

    • يقول الشاعر ابن نباتة المصري:

      **وَإِنَّمَا الْحَيَاةُ حُلُمٌ ** فَأَقْبِلْ عَلَى النَّوْمِ فَقَدْ أَتَى

    • الازدواج: في كلمة "حُلُمٌ" حيث تعني النوم، وتعني أيضًا الخيال.

  • يقول الشاعر ابن نباتة المصري:

  • أَيَا مَنْ يَمْلِكُ الْقَلْبَ وَالْعَيْنَ وَالْعَرْشَ وَالْعَرْشَ وَالْكُرْسِيَّ
الالتقاء: بين كلمتي "الْعَرْشَ" حيث تلتقي في الحرف الأول والثالث. التجاذب: بين كلمتي "الْعَرْشَ" حيث تلتقي في الحرف الأول والثالث، وتختلف في الحرف الثاني والثالث.

أسباب ظهور الظواهر الفنية في عصر الضعف والانحطاط

يرجع ظهور الظواهر الفنية في عصر الضعف والانحطاط إلى عدة أسباب، منها:
ضعف الشعور بالمسؤولية الأدبية: حيث غلب على الشعراء والناثرون في هذا العصر الاهتمام بالشكل الفني، وإهمال المحتوى، مما أدى إلى ظهور هذه الظواهر الفنية التي تعتمد على التكلف والصنعة.
انتشار التقليد: حيث غلب على الشعراء والناثرون في هذا العصر التقليد لشعراء وكتاب العصور السابقة، مما أدى إلى ظهور هذه الظواهر الفنية التي كانت موجودة في تلك العصور.
تشجيع الخلفاء والأمراء: حيث كان الخلفاء والأمراء في هذا العصر يشجعون الشعراء والناثرين على الابتكار في الشكل الفني، مما أدى إلى ظهور هذه الظواهر الفنية.

التأثيرات السلبية للظواهر الفنية في عصر الضعف والانحطاط

أدى ظهور الظواهر الفنية في عصر الضعف والانحطاط إلى عدة تأثيرات سلبية، منها:
ضعف المحتوى: حيث غلب على الشعر والنثر في هذا العصر الاهتمام بالشكل الفني، وإهمال المحتوى، مما أدى إلى ضعف قيمة هذه الفنون الأدبية.
فقدان العفوية: حيث غلب على استخدام هذه الظواهر التكلف والصنعة، مما أفقدها عفويتها وجمالها. الابتعاد عن روح العصر: حيث كانت هذه الظواهر الفنية موجودة في العصور السابقة، مما أدى إلى ابتعاد الشعر والنثر في هذا العصر عن روح العصر.

خاتمة

شهد الأدب العربي في عصر الضعف والانحطاط تراجعًا في كثير من جوانبه، بما في ذلك الجانب الفني، حيث ظهرت بعض الظواهر الفنية التي لم تكن موجودة في العصور السابقة، مثل: الاقتباس والتضمين، الالتفات، التورية، الازدواج، الالتقاء والتجاذب. وقد غلب على استخدام هذه الظواهر التكلف والصنعة، مما أفقدها كثيرًا من جمالها وقيمتها.
تعليقات