عصر الضعف والانحطاط في الأدب العربي
مقدمة
يُقصد بعصر الضعف والانحطاط في الأدب العربي الفترة الزمنية التي امتدت من سقوط الدولة العباسية سنة 656هـ إلى نهاية العصر العثماني سنة 1342هـ، وهي فترة شهدت ضعفًا وانحطاطًا في جميع الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مما انعكس على الأدب العربي الذي فقد الكثير من خصائصه وميزاته التي تميز بها في العصور السابقة.
أسباب الضعف والانحطاط
يمكن حصر أسباب الضعف والانحطاط في الأدب العربي في عصر المماليك في عدة عوامل، منها:
- اضطراب الحياة السياسية: فقد شهدت هذه الفترة اضطرابًا سياسيًا كبيرًا بسبب كثرة الانقلابات والحروب الأهلية، مما أدى إلى عدم الاستقرار السياسي وضعف الدولة.
- سوء الأحوال الاجتماعية والاقتصادية: عانى المجتمع العربي في هذه الفترة من سوء الأحوال الاجتماعية والاقتصادية، مما أدى إلى انخفاض مستوى المعيشة وانتشار الفقر والبطالة.
- عدم اهتمام الحكام بالشعراء: لم يهتم الحكام في هذه الفترة بالشعراء ولم يشجعوا على الإبداع، مما أدى إلى تراجع حركة الشعر.
- ضياع الكثير من المؤلفات: فقد ضاع الكثير من المؤلفات العربية بسبب هجمات التتار والمغول.
- فقدان اللغة العربية لمكانتها: فقدت اللغة العربية مكانتها كلغة رسمية في بعض الدول العربية، وحل محلها اللغة الفارسية و التركية.
- إلغاء ديوان الإنشاء: ألغى المماليك ديوان الإنشاء، وهو المكان الذي كان يجتمع فيه الشعراء ويقدمون قصائدهم للحكام.
مظاهر الضعف والانحطاط
تجلت مظاهر الضعف والانحطاط في الأدب العربي في عصر المماليك في عدة جوانب، منها:
- من حيث الأسلوب: ساد الأسلوب السهل الركيك في الشعر، وكثر استخدام المحسنات البديعية بصورة مبتذلة، وظهرت بعض الظواهر السلبية مثل التنميق اللفظي والتكرار.
- من حيث المضمون: انحسر الشعر في أغراض قليلة، مثل المديح النبوي والزهد، وكثر التقليد والاقتباس وعدم التجديد والابتكار.
أهم الأغراض الشعرية في عصر الضعف والانحطاط
شعر المديح النبوي
يعد شعر المديح النبوي من أهم الأغراض الشعرية في عصر الضعف والانحطاط، وقد ازدهر هذا الغرض في هذه الفترة بسبب عدة عوامل، منها:
- ضعف الوازع الديني: فقد ضعف الوازع الديني لدى بعض الناس في هذه الفترة، مما أدى إلى ظهور حركات دينية تدعو إلى الإصلاح ونشر تعاليم الدين الإسلامي.
- الحملات الصليبية: أدت الحملات الصليبية إلى ازدياد الشعور الديني لدى المسلمين، مما أدى إلى انتشار شعر المديح النبوي الذي يدافع عن الإسلام ورسول الله صلى الله عليه وسلم.
خصائص شعر المديح النبوي في عصر المماليك
تتمثل خصائص شعر المديح النبوي في عصر المماليك في عدة جوانب، منها:
- على مستوى الأفكار: يركز شعر المديح النبوي على ذكر صفات النبي صلى الله عليه وسلم الخُلقية والجسدية، بالإضافة إلى ذكر معجزاته وأعماله. كما يدعو إلى الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم ونشر تعاليمه.
- على مستوى الأسلوب: يتسم شعر المديح النبوي في عصر المماليك بالسهولة والوضوح، كما يكثر فيه استخدام المحسنات البديعية والاقتباس والتضمين.
- على مستوى العاطفة: يغلب على شعر المديح النبوي عاطفة الحب والإعجاب بالنبي صلى الله عليه وسلم، كما تبرز فيه عاطفة الشوق إلى لقائه.
أعلام شعر المديح النبوي في عصر المماليك
من أشهر شعراء المديح النبوي في عصر المماليك:
- ابن نباتة المصري
- عائشة الباعونية
- ابن الفارض
- محي الدين بن عربي
خاتمة
شهد الأدب العربي في عصر الضعف والانحطاط تراجعًا كبيرًا في جميع جوانبه، مما انعكس على شعر المديح النبوي الذي فقد بعض خصائصه وميزاته التي تميز بها في العصور السابقة.
تعليقك يهمنا