
بحث شامل حول المنهج التاريخي أهميته وخصائصه
في هذا المقال سنتحدث عن المنهج التاريخي أحد أهم المناهج في البحث، لما يكتسيه من أهمية كبيرة فلا بد من الاهتمام به فهو يهتم بموضوع التاريخ وكيفية معالجته معالجة صحيحة كما أن التاريخ هو هوية الانسان فالإنسان بدون تاريخ فهو بلا حاضر، لذلك سنتكلم في هذه السطور عن المنهج التاريخي وعن أهميته وخصائصه.
مخطط ومنهجية العمل على البحث كالتالي:
- مقدمــــة
- المبحث الاول: ما المنهج التاريخي وماهي أهميته وخصائصه
- المطلب الاول: تعريف المنهج التاريخي
- المطلب الثاني: خصائص المنهج التاريخي
- المطلب الثالث: أهمية المنهج التاريخي
- المبحث الثاني: المنهج التاريخي أهدافه وخطواته ونقده وتقيمه
- المطلب الاول: أهداف المنهج التاريخي
- المطلب الثاني: خطوات المنهج التاريخي
- المطلب الثالث: نقد وتقييم المنهج التاريخي
- خاتمـــة
- المراجع
أن معرفة تاريخ المجتمع ضرورية لفهم واقعه، وعليه ولأهمية المنهج التاريخي في مثل هذه الدراسات سوف نتعرف على خصائص وأهمية وخطوات هذا المنهج من خلال بحثنا هذا.
المبحث الاول: ما المنهج التاريخي وماهي أهميته وخصائصه1 المطلب الاول: تعريف المنهج التاريخي
وهو الأسلوب والطريق المؤدي لمعرفة الحقائق أو الغرض المطلوب، كذلك نطلق عليه الوسيلة المؤدية إلى اكتشاف الحقائق والمعرفة العلمية.
ثانيا/ تعريف التاريخ لغة:أرخ، تأريخ، تسجيل حادثة ما في مكان ما وزمان ما.
ثالثا/ تعريف التاريخ اصطلاحا: عرفه ابن خلدون على أنه: " إن فن التاريخ ...لا يزيد على أخبار عن الأيام والدول، والسوابق من القرون الأول، تنمى فيها الأقوال، وتضرب فيها الأمثال...وفي باطنه نظر
وتحقيق وتعليل للكائنات ومباديها دقيق، وعلم بكيفيات الوقائع وأسبابها عميق". (1)
وهو تأريخ لماضي الإنسانية والحضارات وما تركه الإنسان من أثار مادية وثقافية من خلال الكتابة والتدوين، وهو ذاكرة الشعوب ومرآة للأمة تعكس لنا حوادث الماضي و حقبات من الزمن والتي كانت نتيجة تفاعل بين الأفراد في مكان ما وزمان ما.
وسمي كذلك بالمنهج الاستردادي لأنه عملية استرداد وعملية استرجاع للماضي، وهو منهج علمي مرتبط بمختلف العلوم الأخرى، حيث يساعد الباحث الاجتماعي خصوصا عند دراسته للتغيرات التي تطرأ على البنى الاجتماعية وتطور النظم الاجتماعية في التعرف على ماضي الظاهرة وتحليلها وتفسيرها علميا، في ضوء الزمان والمكان الذي حدثت فيه، ومدى ارتباطها بظواهر أخرى ومدى تأثيرها في الظاهرة الحالية محل الدراسة ومن ثم الوصول إلى تعميمات والتنبؤ بالمستقبل.
بعض أعلام المنهج التاريخي:- العلامة ابن خلدون: واستخدم المنهج التاريخي في دراسته للعمران البشري في تحليله لمراحل تطور الدولة وهرمها.
- ماكس فيبر: كذلك استخدم المنهج التاريخي في دراسته لبعض الفرق الدينية البروتستنتية وتأثيرها في المجتمع أنذاك.
- كارل ماركس: أيضا هو استخدم المنهج التاريخي في دراسته لصراع الإنسان مع الطبيعة وتطور النظم في المجتمع عبر مراحلها التاريخية.
- أن تكون للباحث ثقافة واسعة في اللغات ولا سيما لغة البحث.
- أن يكون قادرا على فهم وتحليل القضايا.
- أن تكون له خلفية تاريخية على موضوع البحث وخاصة المصطلحات الخاصة بوثائق البحث.
- كذلك يجب أن تكون له معرفة بالعلوم الأخرى كالأختام والنقود والجغرافيا وذلك لأنه لا يمكننا دراسة الحادثة التاريخية بمعزل عن العلوم الأخرى.
الخصائص التي يعتمدها النهج كالتالي:
- يعتمد على ملاحظات الباحث وملاحظات الأخرين
- لا يقف عند مجرد الوصف بل يحلل ويفسر
- عامل الزمن، حيث تتم دراسة المجتمع في فترة زمنية معينة
- أكثر شمولا وعمقا لأنه دراسة للماضي والحاضر
أهمية المنهج التاريخي تتمثل في:
- يساعدنا في التعرف على البحوث السابقة.
- يساعدنا على معرفة تطور المشاكل وحلولها السابقة، و دراسة سلبيات و إيجابيات هذه الحلول.
- يساعد في التعرف تاريخ و تطور النظم و علاقتها بالنظم الأخرى و البيئة التي نشأت فيها.
- يمكننا هذا المنهج من حل مشاكل معاصرة على ضوء خبرات الماضي.
- لا يقتصر المنهج التاريخي على التاريخ و العلوم الاجتماعية فقط بل يتعدى استخدامه إلى العلوم. الطبيعية، الاقتصادية، العسكرية ... الخ.
- يمثل تكامل بينه وبين المنهج المقارن.
المطلب الاول: أهداف المنهج التاريخي
أهداف المنهج التاريخي لخصنها في النقاط تالية:
- التأكد من صحة حوادث الماضي بوسائل علمية.
- الكشف عن أسباب الظاهرة بموضوعية على ضوء ارتباطها بما قبلها أو بما عاصرها من حوادث.
- ربط الظاهرة التاريخية بالظواهر الأخرى الموالية لها والمتفاعلة معها.
- إمكانية التنبؤ بالمستقبل من خلال دراستنا للماضي.
- التعرف على نشأة الظاهرة.
عند دراسة ظاهرة أو حدث تاريخي يتوجب على الباحث إتباع خطوات أثناء دراسته و هي كما يلي:
و نقصد هنا تحديد مكان و زمان الواقعة التاريخية، الأشخاص الذين دارت حولهم الحادثة، كذلك نوع النشاط الإنساني الذي يدور حوله البحث.
جمع البيانات و المعلومات أو المادة التاريخية:بعد الانتهاء من تحديد مكان و زمان الواقعة التاريخية يأتي دور جمع البيانات اللازمة والمتعلقة بالظاهرة من قريب أو من بعيد وتنقسم إلى مصادر أولية ثانوية.
المصادر الأولية:وتتمثل في السجلات، الوثائق، والأثار، المذكرات الشخصية، محاضر اجتماعات...الخ.
المصادر الثانوية:وهي المعلومات الغير مباشرة والمنقولة التي تؤخذ من المصادر الأولية ويعاد نقلها وعادة ما تكون في غير حالتها الأولى ونجدها في الجرائد والصحف والدراسات السابقة أو الرقصات الشعبية المتوارثة الرسوم والنقوش و النحوت، الخرائط، التسجيلات الإذاعية و التلفزيونية.
نقد مصادر البيانات:و هذه مرحلة جد مهمة في البحث حيث يجب التأكد من صحة المعلومات التي جمعت و ذلك ليكون البحث أكثر مصداقية و أمانة و في ذلك قال ابن خلدون: " و كثيرا ما وقع للمؤرخين و المفسرين و أئمة النقل من المغالط في الحكايات و الوقائع لاعتمادهم فيها على مجرد النقل غثا أو سمينا و لم يعرضوها على أصولها و لا قاسوها بأشباهها و لا سبروها بمعيار الحكمة و الوقوف على طبائع الكائنات و تحكيم النظر و البصيرة في الأخبار فظلوا عن الحق و تاهوا في بيداء الوهم و الغلط و لا سيما في إحصاء الأعداد من الأموال و العساكر إذا عرضت في الحكايات إذ هي مظنة الكذب و مظنة الهذر و لا بد من ردها إلى الأصول و عرضها على القواعد."(1)
ويكون النقد داخلي وخارجيالنقد الخارجي:
ويتضمن التأكد من صحة الوثيقة محل البحث وهو بدوره ينقسم إلى نوعين:
نقد التصحيح:و هنا يتم التأكد من صحة الوثيقة ونسبتها إلى صاحبها و ذلك ب:
"التأكد من صحة الوثيقة الخاصة بحادثة معينة أو أكثر، لتحديد مدى صحتها و مدى صحة نسبتها إلى أصحابها، و ذلك لما تتعرض له كثير من الوثائق من حشو و تزييف، و إضافات دخيلة، أو تحريف لأسباب كثيرة و أشكال متعددة، فالوثيقة قد تكون مكتوبة بيد المؤلف و إنما بيد شخص أخر، و لا توجد سوى نسخته الوحيدة هذه، فيكون من واجب الباحث تصحيح الخطأ في النقل، قد تكون الوثيقة متعددة النسخ
و أماكن التواجد، بحيث يحتاج الأمر إلى تحديد أصليها من ثانويها".(1)
وفي هذه المرحلة يتم التأكد من مصدر الوثيقة وزمانها و مؤلفها، للتأكد من نسبها لصاحبها و للتحقق من هذه النقاط وجب إتباع الخطوات التالية:
- التحليل المخبري، حسب طبيعة مادة الوثيقة، كاستخدام التحليل بالفحم المشع، بالنسبة للوثائق الكربوهيدراتية، ولكل مادة أساليب تحليل خاصة بها.
- دراسة الخط واللغة المستعملة
- فحص الوقائع الوارد ذكرها في الوثيقة، ومقارنتها بأحداث العصر المنسوبة إليه
- تفحص مصادر الوثيقة والاقتباسات".(2)
و نقصد بذلك التحقق من معنى الكلام الموجود بالوثيقة سواء المكتوب حرفيا أو المقصود بطريقة غير مباشرة و كذلك فيه نوعين:
النقد الايجابي:والهدف منه تحديد المعنى الحقيقي و الحرفي للنص، و ما يرمي إليه الكاتب و هل حافظ على نفس المعنى في الوقت الحالي أم لا.
النقد السلبي:هنا يتم التحقق من رؤية الكاتب لمشاهدة الوقائع بدراسة مدى خطأ أو تحريف الوثيقة، كذلك مدى أمانته في نقل الواقعة، و التأكد من سلامة جسمه و عقله و سنه يلعب دور كبير في التأكد من هذه المعلومات، كذلك معرفة ما السبب الذي أدى به إلى كتابة هذه الوثيقة و الإحاطة بجميع ظروفه أنذاك.
تحليل الحقائق و تفسيرها و إعادة تركيبها:هنا يتم تحليل الظاهرة الراهنة و التي هي موضوع الدراسة في ظل الحقائق التي قام بجمعها و التنسيق بين الحوادث، و من ثم تفسيرها علميا مبتعدا عن الذاتية معتمدا في ذلك على نظرية معينة.
استخلاص النتائج وكتابة التقرير:وتعتبر هذه أخر مرحلة في البحث حيث تكون عصارة البحث بالخلوص إلى النتائج التي كان الباحث قد وضع لها فروض سابقة في البداية وكتابة تقريره النهائي حول الظاهرة المدروسة.
المطلب الثالث: نقد وتقييم المنهج التاريخيمن إيجابيات المنهج التاريخي أنه:
يعتمد المنهج التاريخي على المنهج العلمي في تقديم البحوث
النقد الداخلي والخارجي لمصادر جمع البيانات الأولية و الثانوية
قليل التكلفة في جمع البيانات.
المادة التاريخية لا تخضع للتجريب و ذلك لانقضائها، مما يصعب إثبات الفرضيات
يصعب تعميم النتائج المتوصل إليها و التنبؤ بالمستقبل و ذلك لارتباط الظاهرة التاريخية بظروف مكانية و زمنية معينة
صعوبة إخضاع البيانات التاريخية للتجريب مما يجعل الباحث الاكتفاء بالنقد الداخلي و الخارجي
المعرفة التاريخية تعد ناقصة لما تعرض له من تزوير و تلف و تحيز في نقل الأحداث.
قائمة المراجـــــــع
- عبد الرحمان ابن خلدون، مقدمة ابن خلدون، دار الهيثم، القاهرة، ط1، 2005.
- عمار بوحوش، محمد محمود الديبات، مناهج البحث العلمي و طرق إعداد البحوث، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، ط3،2001.
- صلاح الدين مصطفى الفوال، منهجية العلوم الاجتماعية عالم الكتب، القاهرة، ط5، دس.
- خالد حامد، منهجية البحث في العلوم الاجتماعية و الإنسانية، جسور، الجزائر، ط1،2008.
- سامية محمد جابر و آخرون، البحث العلمي الاجتماعي، دار المعرفة الجامعية، دط،2003.
- محي الدين مختار، الاتجاهات النظرية و التطبيقية في منهجية العلوم الاجتماعية، منشورات جامعة باتنة، ج 1،دس.
- صلا الدين شروخ، منهجية البحث العلمي للجامعيين، دار العلوم، عنابة، دط، 2003.
- محمود عبد الحليم منسي، مناهج البحث العلمي في المجالات التربوية و النفسية، مصر، دط،2003.
- المنهج التاريخي\طــلب مساعدة حول بحث المـنــهج التاريخي - •[ منتديات طلبة الجزائر ]•.htm.
- المنهج التاريخي\المنهج التاريخي في مجال المكتبات والمعلومات بحث علمي في مفهوم المنهج التاريخي وعلاقة المنهج التاريخي بالعلوم الأخرى.
تعليقك يهمنا