جواهر شعرية من العصر الإسلامي: تعرف على أبرز 8 شعراء مبدعين ومتألقين!

 
أهم 8 شعراء في العصر الاسلامي المخضرمين

جواهر شعرية من العصر الإسلامي: تعرف على أبرز 8 شعراء مبدعين ومتألقين!

سنتكلم اليوم عن فترة مهمة من فترات تاريخنا الإسلامي، و نخص الجانب الادبي منها و هو موضعوعنا اليوم ، سنتحدث عن ابرز 8 شعراء برزوا في هذه الفترة ، عن غيرهم من الشعراء ، كما سنعرض بعض المقتطفات من شعرهم و نعرف بهم و ذكر بعض خصائصهم و الاحداث الشهيرة التي اقترنت بهم و أبرز سماهم الشخصية و خلقية .

لقد أطلق الأدباء و النقاد على شعراء هذه الفترة الزمنية التي شهدت تغير كبير في شبه الجزيرة العربية بعد ظهور الإسلام ، مصطلح الشعراء المخضرمون و هم من عاشوا الفترة الجاهلية و الإسلام، و يطلق النقاد المعاصرون على هذه الفترة مصطلح العصر الإسلامي، و هي ممتدة من مبعث النبي إلى أواخر العصر الأموي، حيث زخرت هذه الفترة بشعراء أفذاذ نضموا في مختلف الأغراض الشعرية، و لعلى أبرزها على الإطلاق ما نظم في الدفاع عن الدين الإسلامي .

هيا بنا نبدأ في تعرف إليهم:

أولا: حسان بن ثابت.

 أبو الوليد حسّان بن ثابت بن المنذر بن حرام الخزرجي، لقّب بشاعر الرسول، أحد أبرز شعراء العصر الإسلامي من بني النجّار أخوال النبي -عليه الصلاة والسلام- ، أمّه الفريعة خزرجية مثل أبيه، وُلد في المدينة المُنوّرة قبل ولادة الرسول بنحو ثماني سنين ، شهد الجاهلية ستين سنة،عاش في الإسلام ستين سنة أخرى لما بلغ الستين وسمع بالدعوة الإسلامية دخل بالإسلام .

كان حسان وشبّ في بيت جاهٍ وشرف ، وقد انصرف إلى اللهو والغزل ، و كان في شعره يصف مجالس اللهو و الخمر، إلا أنّه منذ أن أسلم التزم بتعاليم الدين الإسلامي ومبادئه.

اتسم في شعره بالرقة في التعبير و تأثرا كثيرا بالقرآن الكريم، و الحديث النبوي الشريف، مات حسان بالمدينة المنورة و عمره 120 سنة ، في سنة 54 هجرية من عهد معاوية ، و هذه مقطوعة شعرية من أحد أشعاره:

يقول فيها: 

عفتْ ذاتُ الأصابعِ فالجواءُ 

إلى عذراءَ منزلها خلاءُ

 دِيَارٌ مِنْ بَني الحَسْحَاسِ قَفْرٌ

 تعفيها الروامسُ والسماءُ

 وكانَتْ لا يَزَالُ بِهَا أنِيسٌ

 خِلالَ مُرُوجِهَا نَعَمٌ وَشَاءُ

ثانيا: كعب بن زهير .

كعب بن زهير بن أبي سلمى بن ربيعة العوام، ولد سنة 609 م وتوفّي نحو سنة 662 م، ويُصنّف كعب بن زهير واحدًا من أبرز الشعراء الفحول المُخضرمين، شهد العصر الذي يسبق الإسلام بالإضافة إلى العصر الإسلامي.

عُرف واشتهر في الجاهلية وعند ظهور الإسلام انه هجا سيّدنا محمد -عليه السلام- وأصبح يشبّب بنساء المُسلمين، فأهدر دمه حتى جاء إلى الرسول مُستأمِنًا يُعلن إسلامه، ثُمَّ أنشد لاميّته المشهورة "بانت سعاد" التي تُرجمت إلى غير العربية، فعفا عنه الرسول عليه السلام.

بلغ من الشعر حظًا وافرًا وشهرة مرموقة حين بدأ يصدر عنه شعر المواعظ الحكم المتأثرة بالقرآن الكريم، وإلى جانب قصيدته "بانت سعاد" التي لقيت شهرة واسعة؛ فإنّ له إنتاجًا شعريًا زاخرًا ومُتنوّعًا جمعه في ديوانٍ شعريٍّ يحمل اسمه.

يقول فيها :

بانَت سُعادُ فَقَلبي اليَومَ مَتبولُ 

مُتَيَّمٌ إِثرَها لَم يُفدَ مَكبولُ 

وَما سُعادُ غَداةَ البَينِ إِذ رَحَلوا

 إِلّا أَغَنُّ غَضيضُ الطَرفِ مَكحولُ

ثالثا: عبد الله بن رواحة

عبد الله بن رواحة بن ثعلبة بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخزرجي، وكنيته أبو محمد، وأمّه هي كبشة بنت واقد بن عمرو بن الإطنابة من بني الحارث بن الخزرج، ابن رواحة من الشعراء المُجيدًين ينطلق الشعر من بين ثناياه، أسلم على يدّ مُصعب بن عُمير ومنذ أن أسلم سخّر قُدرته الشعريّة في خدمة الإسلام والمُسلمين.

هاجر مع الرسول عليه السلام إلى المدينة المُنوّرة صار يُلازمه ويمدحه في شعره ويردّ هجمات المشركين الشعرية كما أنّه كان يدعو إلى الله تعالى؛ فقد أنعم الله عليه بأن منحه القدرة على الجهاد بالسيف واللسان، حيث أنّ شعره كان سيفًا سلّطهُ على رقاب المشركين ولم تقل أهمّيته عن السيف في المعركة .

 شهد مع الرسول غزوتي أحد وبدر وحفر الخندق وبيعة الرضوان وغزوة مؤتة التي استشهد فيها عام 8هـ، خلُّوا بني الكفار عن سبيله.

يقول في احدى قصائده مدافع عن الرسول - صلى الله عليه و سلم - و الاسلام:

 خلوا فكل الخير مع رسوله

 نحن ضربناكم على تأويله

 كما ضربناكم على تنزيله

 ضربًا يزيل الهام عن مقيله

 ويذهل الخليل عن خليله

رابعا: الحطيئة

هو أبو مُلَيْكة جرول بن أوس بن مالك العبسي، وُلد سنة 600 م وتوفي سنة 678 م، ولقبه الحطيئة لقربه من الأرض، ويعدّ الحطيئة من الشعراء المخضرمين، حيث أدرك الجاهلية والإسلام، وهو من أبرز شعراء العصر الإسلامي.

ولد في بني عبس ولم يُعرف له نسب، فنشأ وحيدًا مظلومًا ومحرومًا مقطوع الجذور لا يجد سندًا من أهله، إلى جانب أنّه كان مرفوضًا من القبائل الأخرى ويعاني من الحرمان ممّا اضطره لقرض الشعر واتّخاذه سلاحًا حتى يجلب به قوت يومه وينقم لنفسه من خلاله من بيئةٍ ظلمته.

ويمكن أن يكون هذا أحد الاسباب التي جعلته يُكثر من الهجاء ، حيث لم يسلم أحد من لسانه حتى أنّه هجا نفسه وهجا والديه، وله عدة قصائد في المدح حيث امتاز شعره فيها بجزالة اللفظ وقوة العبارة وغزارة المعاني والحكمة من داخله وإن كان من ظاهره الاستجداء والمدح.

يقول في أحدى قصائده هاجا والدته:

جزاكِ الله شرًّا من عجوزٍ

 ولقّاك العقوق من البنينا

 أغربالًا إذا استودعت سرًّا

 وكانونًا على المتحدثينا

 فَقَدْ سُوِّسْتِ أمْرَ بَنِيكِ حتّى

 تركتهمُ أدقُّ من الطحينا

خامسا: الخنساء

هي تماضُر بنت عمرو السلميّة، شاعرة مخضرَمة معروفة من أهل نجد، ولدت قبل الإسلام وعاشت بعده، حيث أدركت العصر الجاهلي والإسلامي؛ فأسلمت وصارت من الصحابيات، كما عُرفت الخنساء بقصائد الرثاء لأخويها صخر ومعاوية اللذين قاتلا في الجاهلية حتى قُتلا، وقد لقّبت الخنساء بهذا اللقب لقصر أنفها وارتفاع أرنبتيه.

الخنساء كانت ذات حسب وعز وجاه وشرف كما اتّصفت بجمالها الفتّان وتناسُق تقاسيمها، عاشت بين أسرتها الابنة الوحيدة ولهذا كانت محطّ رعاية واهتمام من قبلهم، خاصّة من أخويها صخر ومعاوية، وممّا لاشكّ فيه أنّ شعر الخنساء يغلب عليه طابع الرثاء والبكاء والتفجع، كما أنّها سارت على وتيرة واحدة تميّزت بالحزن والأسى حتى عُدّت من أعظم شعراء الرثاء، توفيت الخنساء عام 645 م عن عمز ناهز 71 سنة.

من شعرها في أخوه:

قذى بعينكِ أمْ بالعينِ عوَّارُ

 أمْ ذرَّفتْ اذْخلتْ منْ أهلهَا الدَّارُ

 كأنّ عيني لذكراهُ إذا خَطَرَتْ

 فيضٌ يسيلُ علَى الخدَّينِ مدرارُ


سادسا: النابغة الجعدي النابغة

الجعدي أحد أبرز شعراء العصر الإسلامي المشهورين، وقد اختلف في اسم النابغة الجعدي فمنهم من قال أنّ اسمه حيان بن قيس ومنهم من قال أنه عبد الله بن قيس، أمّا كنيته فأبو ليلى، ويعتبر النابغة الجعدي من الشعراء المخضرمين؛ فقد عاش في الجاهلية والإسلام، والنَّابغة لقبه.

كذلك اختُلف في سبب إطلاق هذا اللقب عليه؛ فمِنهم من قال أنّه لم يسبق وأن نظم شعرًا قبل بلوغه الأربعين، ثمّ انطلق لسانه فجأة فعُدّ ذلك نبوغًا، ومنهم من قال أنّه كان ينظم شعره في الجاهلية فارتج عليه ذلك، ليعود إلى النبوغ في نظم الشعر في الإسلام، وقد عمّر النابغة طويلًا ونتج عنه شعرًا عذبًا تناقلته الكتب جيلًا بعد جيل.

من شعره :

ذكَّرت شيئًا قد مضى لسبيله
 ومِن حاجة المحزون أن يتذكَّرا
 نداماي عند المنذر بن محرِّق
 أرى اليوم منهم ظاهر الأرض مقفِرَا

سابعا: كعب بن مالك 

ابن أبي كعب واسمه عمرو بن القين بن كعب بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري الخزرجي العقبي الأحدي، كان يُعرف في الجاهلية بأبي البشير، وهو من أشهر شعراء الإسلام حيث أسلم مُبكرًا، وكان من ضمن الثلاثة الذين تاب الله عليهم بعد تخلفهم عن غزوة تبوك كما أنّه روى عن النبي محمد عليه السلام ثلاثين حديث.

كانت وفاته في زمن معاوية بن أبي سفيان سنة 50هـ عن عمر ناهز 77 عامًا وقد عمي وذهب بصره في آحر أيامه، وله قصائد عديدة في الرثاء وفي الغزوات.

من شعره:

فكفّ يديه ثم أغلق بابه
 وأيقن أن الله ليس بغافل
 وقال لمن في داره لا تقاتلوا
 عفا الله عن كل امرى لم يقاتل

ثامنا: أبو ذؤيب الهذلي 

خويلد بن خالد بن محرث بن زبيد بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار، أحد الشعراء المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية والإسلام، وهو من أبرز شعراء العصر الإسلامي؛ فأسلم مع النبي عليه السلام وحسُنً إسلامه وقد قال الشعر وأجاد قوله.

توفّي في خلافة عثمان بن عقّان، وممّا يذكر عن الهذلي أنّه خرج ذات يومٍ للجهاد في سبيل الله مع أولاده مُتهيّئين لفتح أفريقية، وقد نالوا النصر في هذه الغزوة إلّا أنّه في طريق العودة انتشر وباء جارف قضى على أولاده الخمسة وهم في عنفوان الشباب فرجع متحسّرًا حزينًا يرثيهم في قصيدته الشهيرة.

يقو في رثاء أبناءه:

أَمِنَ الـمَنونِ وَريـبِها تَتَوَجَّعُ

 وَالدَهرُ لَيسَ بِمُعتِبٍ مِن يَجزَعُ

 قـالَت أُمَيمَةُ ما لِجِسمِكَ شاحِبًا

 مُنذُ اِبـتَذَلتَ وَمِثلُ مالِكَ يَنفَعُ

تعليقات