قراءة في كتاب مفتاح العلوم لمحمد بن موسى الخوارزمي



قراءة في كتاب مفتاح العلوم لمحمد بن موسى الخوارزمي

وصف خارجي للكتاب:

اسم الكتاب: مفاتيح العلوم.
المؤلف: محمد بن موسى الخوارزمي.
تحقيق: محمد كمال الدين الأدهمي.

تعريف بالمؤلف:

كتاب مفاتيح العلوم لكاتبه محمد بن موسى الخوارزمي كتاب جمع في طياته مقتطفات من مختلف المعارف المهمة التي توصل إليها العرب في القرن الثامن الميلادي. يغوص الكاتب بنا في بحار العلوم المختلفة التي ظهرت في عصره، لقد أحاط الخوارزمي في كتابه هذا بكل ما يمكن أن يهم المرء معرفته من تعريفات وأوصاف وشروح وأمثال.

تعريف بالكاتب:

محمد بن موسى الخوارزمي:
المَوْسوعيُّ الذي أحاطَ بالعديدِ مِنَ العلومِ وأبدَعَ فيها؛ فهو عالِمُ الكيمياءِ والرياضياتِ والفَلكِ والجُغْرافيا، العالِمُ المُسلِمُ الذي وضَعَ عِلْمًا لا يزالُ حتى اليومِ يُعرَفُ باسْمِه، هو «عِلْم الجَبْر»، وأَرْسى الكثيرَ مِنَ القواعدِ والمبادئِ التي قامَتْ عليها الهندسةُ والجُغْرافيا.

لا يوجدُ ما يؤكِّدُ تاريخَ ميلادِ «الخوارزمي»، غيرَ أنَّه ربما وُلِدَ عامَ ٧٨١م، وذلك في مدينةِ «خوارزم» الفارسيةِ بإقليمِ خُراسان، وحينَما اعتنقَتْ أسرتُه الإسلامَ رحلَتْ إلى «قطربل» بالقربِ من بغداد. وقد نهلَ الخوارزميُّ العِلْمَ من بيتِ الحِكْمةِ ببغداد، ونظرًا لِمَا أَبْداه من حُبٍّ للمعرفةِ فقد عهِدَ إليه الخليفةُ العباسيُّ «المأمون» بإدارةِ «بيتِ الحِكْمة»، التي كانتْ إِحْدى أكبرِ مَكتباتِ العالَمِ حينذاك، وخلالَ تلك الفترةِ (٨١٣–٨٣٣م) أنجَزَ الخوارزميُّ كلَّ كُتبِه.

ذِكْرُ اسمِ الخوارزميِّ يَتْبعُه مباشَرةً أشهرُ كُتبِه على الإطلاق: كتابُ «الجَبْر والمُقابَلة»، الذي تُرجِمَ إلى اللاتينيةِ عامَ ١١٣٥م، وكانَ المرجعَ الأولَ ورُبَّما الأَوْحد طوالَ العصورِ الوُسْطى. كما صحَّحَ آراءَ بطليموس الجغرافيةَ في كِتابِه «صُورة الأَرْض»، وساهَمَ كذلك في رسْمِ خريطةِ العالَمِ للخليفةِ المأمون، وله كُتبٌ في التنجيمِ منها «زيج السند هند»، وأُخْرى في الفَلكِ مثل «جداول النُّجومِ وحَركتها»، وله في الأَسْطُرلابِ كِتابانِ هما «العَملُ بالإسطرلاب» و«صُنْع الأَسْطُرلاب»، هذا بالإضافةِ إلى العديدِ مِنَ المُؤلَّفات.
ستظلُّ البشريةُ مَدِينةً للخوارزميِّ لِمَا قدَّمَه للعِلْمِ من إِنْجازات، وقد قالَ عنه أحدُ الغربيِّين:

«إنَّ الجبرَ عُرِفَ في اللغةِ الإنجليزيةِ في القرنِ السادِسَ عشرَ الميلاديِّ ﺑ «الجَبْر والمُقابَلة»، ولكنَّ هذا الاسمَ اختُصِرَ في النهايةِ من مَخْطوطةِ «محمد بن موسى الخوارزمي» الذي نالَ الشُّهْرةَ العظيمةَ عامَ ٨٢٥م، وذلك في بيتِ الحكمةِ في بغداد حيثُ ألَّفَ هناكَ كتابَه القيِّمَ «الجَبْر والمُقابَلة»، وفيه حلَّ الكثيرَ مِنَ المُعادَلاتِ ذاتِ الدرجةِ الأولى والثانيةِ من ذاتِ المَجْهولِ الواحِد. يُرجِّحُ عددٌ منَ المؤرِّخِينَ له أنه تُوفِّيَ عامَ ٨٤٥م.

المنهجية التي اتبعاها الكاتب في تأليف كتابه هي:

أنه قسم كتابه الى نصفين:

  1. النصف الأول:
  • العلوم الدينية الإسلامية: أصول الفقه، والعقائد، وعلم كلام، والفرق الدينية المختلفة.
  • العلوم اللغوية والبلاغية: فكتب في النحو، الشعر، العروض، ذكر بعض الأخبار التاريخية.
  1. أما النصف الثاني:
  •  فخصصه للعلوم فذكر فيها: الفلسفة، المنطق، الطب، علم النجوم، الهندسة، الموسيقى، الكيمياء، الحيل (الميكانيكية)، والعديد من المقتطفات العلمية الأخرى التي برع في تحليلها بطريقة رائدة أدهشت كل من قرأ له.

سنأخذكم في جولة في أحد فصول الكتاب والهو الباب الثاني في علم الكلام وهو في سبعة فصول وهي كتالي:

  1. الفصل الأول: في مواضعات متكلمي الإسلام فيما بينهم.
  2. الفصل الثاني: في ذكر أرباب الآراء والمذاهب من أهل الإسلام.
  3. الفصل الثالث: في ذكر أصناف النصارى ومواضعاتهم.
  4. الفصل الرابع: في ذكر أصناف اليهود ومواضعاتهم.
  5. الفصل الخامس: في ذكر أرباب الْمِلَل والنِّحَل.
  6. الفصل السادس: في ذكر عَبَدَة الأوثان من العرب وأصنامهم.
  7. الفصل السابع: في وصف الأبواب التي يتكلم فيها المتكلمون من أصول الدين.
اخترنا لكم بعض المقتطفات من هذا الكتاب الجميل وزاخر بالمعارف والذي أنصحكم بقراءته.

الفصل الأول: في مواضعات متكلمي الإسلام

الشيء: هو ما يجوز أن يُخْبَر عنه وتصح الدلالة عليه.١ المعدوم: هو ما يصح أن يُقال فيه: هل يوجَد؟ والموجود هو ما يصح عنه سؤال السائل: هل يُعْدَم؟ إلى أن يُجاب عنه بلا ونَعَمْ. وقيل: الموجود هو الكائن الثابت، والمعدوم هو الْمُنْتَفِي الذي ليس بكائنٍ ولا ثابت.

القديم: هو الموجود لم يَزَلْ. الْمُحْدَث: هو الكائن بعدَ أن لم يكن. الْأَزَلِيُّ: الكائن لم يَزَلْ ولا يَزَالُ. الْجَوْهَر: هو المحتمل للأحوال والكيفيات المتضادات على مقدارها، وعند المعتزلة المتكلمين: أن الأجسام مؤلفة من أجزاء لا تتجزأ وهي الجواهر٢ عندَهم، والخط عندَهم: المجتمِع من الجواهر طُولًا فقط. والسَّطْح: ما اجْتَمَعَ من الجواهر طُولًا وعَرْضًا فقط. والجسم عندهم: المجتمِع من الجواهر طُولًا وعَرْضًا وعُمْقًا. والْعَرَض: أحوال الجوهر؛ كالحركة في المتحرِّك والبياض في الأبيض والسواد في الأسود.
فأما هذه الأشياء على رأي الفلاسفة والمهندسين، فعلى خلاف ما ذكرته في هذا الباب، وسأذكرها في أبوابها إن شاء الله عند ذكر أقاويلهم.

أَيْسَ: هو خِلافُ «لَيْسَ». قال الخليلُ بْنُ أحمدَ: «لَيْسَ» إنما كان «لا» في «أَيْسَ» فأسقطوا الهمزة وجمعوا بين اللام والياء، والدليل على ذلك قول العرب: ايتِني بكذا من حيثُ أَيْسَ ولَيْسَ. الذات: نفس الشيء وجوهره. الطَّفْرَة: الْوُثُوب في ارتفاع. تقول: طَفَرْتُ الشيءَ أَطْفِره طَفْرًا إذا وَثَبْتُ فوقَه. والطَّفْرَة: المرَّة الواحدة. الرَّجْعَة عند بعض الشيعة:٣ رُجوع الإمام بعد موته. وعند بعضهم: بعد غَيْبَتِه. التحْكِيم: قولُ الْحَرُورِيَّة: لا حُكْمَ إلا للهِ، وهم الْمُحَكِّمَة.

المصادر والمراجع:

موقع: هنداوي
تعليقات